الدبلوماسية الثقافية و القوة الناعمة

تمثل الدبلوماسية الثقافية والقوة الناعمة مظهراً مهماً من مظاهر النهضة المعاصرة في دولة قطر، التي اختارت نهجاً شاملاً ومتكاملاً للتنمية في رؤية قطر الوطنية 2030 باعتبار التنمية الشاملة هي الهدف الأساسي لتحقيق التقدم والازدهار للمواطنين.

وذلك من خلال الركائز الأربع المترابطة:

• التنمية البشرية لبناء مجتمع مزدهر،
• التنمية الاجتماعية لتطوير مجتمع عادل وآمن، وقادر على التعامل والتفاعل مع المجتمعات الأخرى،
• التنمية الاقتصادية من خلال تطوير اقتصاد وطني متنوع وتنافسي، قادر على تلبية احتياجات مواطني قطر في الوقت الحاضر وفي المستقبل،
• التنمية البيئية بشكل يضمن الانسجام والتناسق بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة.

هذا النهج الشامل والمتكامل انعكس نهضة ثقافية شاملة تجسدت في قوة قطر الناعمة التي يمثلها:

• الإعلام المتوازن المنحاز لقضايا الإنسان،
• المؤسسات الثقافية المرتبطة بتراثها الوطني وعمقها الإنساني، والمعتدة بثقافتها ومرجعياتها الأخلاقية وقيمها النبيلة.

وقد مثلت هذه القوة الناعمة في الثقافة والإعلام نموذجاً للدبلوماسية الثقافية الناجحة إلى جانب الدبلوماسية الرسمية، وعكست صورة مشرقة لدولة قطر وعلاقاتها الدولية والإنسانية.

كأس العالم FIFA قطر 2022

وقد تجلى ذلك بشكل واضح خلال استضافة الدولة للحدث الأبرز والأهم المتمثل في كأس العالم FIFA قطر 2022، الذي أبرز:

• قيم المجتمع في كرم الضيافة،
• إنسانية المعاملة،
• الاحتفاء بجماليات الفن والإبداع.

حيث وجد زوار قطر أنفسهم وسط لوحة فنية وثقافية كبيرة، أبدعها فنانون قطريون وعالميون، وتشكلت مفرداتها من متاحف ومعالم حضارية عبرت عن ثقافة المجتمع القطري، وأبرزت احتفاء دولة قطر بالتنوع الثقافي على أرضها واهتمامها بالفنون العالمية.

أبرز معالم القوة الناعمة في قطر

ومن أبرز معالم هذه اللوحة الفنية الكبيرة:

• متحف قطر الوطني
• متحف الفن الإسلامي
• المتحف العربي للفن الحديث
• متحف قطر الأولمبي والرياضي
• متحف دَدُ متحف قطر للأطفال
• وزارة الثقافة
• مؤسسة قطر
• المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا
• مكتبة قطر الوطنية

وقد جسدت هذه المؤسسات الفنون والتراث في قطر والعالم العربي والإسلامي، وتنوعت موضوعاتها ما بين الثقافة والفنون، والآداب، والرياضة، وغيرها.

متاحف قطر والدبلوماسية الثقافية

وقد جسدت متاحف قطر بقيادة سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، نموذجاً للقوة الناعمة من خلال برامجها للفن العام "قطر تبدع"، ومبادرة الأعوام الثقافية التي مثلت الدبلوماسية الثقافية في بناء جسور التعاون والتبادل الثقافي والحوار الإبداعي مع الدول والثقافات.

وشملت الأعوام الثقافية:

• قطر – اليابان 2012
• قطر – المملكة المتحدة 2013
• قطر – البرازيل 2014
• قطر – تركيا 2015
• قطر – الصين 2016
• قطر – ألمانيا 2017
• قطر – روسيا 2018
• قطر – الهند 2019
• قطر – فرنسا 2020
• قطر – أمريكا 2021
• قطر – منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2022
• قطر – إندونيسيا 2023

نموذج حضاري منفتح ومتجذر

وتمثل هذه القوة الناعمة نموذجاً لفعالية الدبلوماسية الثقافية وتكاملها مع مؤسسات الدولة في تقديم نموذج حضاري معتد بأسسه ومرجعياته الحضارية والثقافية والاجتماعية، ومنفتح على عمقه الإنساني والعالمي، على أساس من الحوار الحضاري والتعايش السلمي بين الشعوب والأمم.